×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

لأن الإنسان عرضة للخطأ والخلل، وربما يكون عمله كثيرًا، ولكن فيه خلل وفيه نقص، ويتطرق إليه شيء من المفسدات والمنقصات، فهو يرقع هذا الخلل وهذا النقص بالاستغفار.

فيكثر الإنسان من الاستغفار في ختام الأعمال وختام العبادات، مثل ختام شهر رمضان، فالمسلم الذي وفَّقه الله لصيامه، ووفقه الله لقيامه، عليه أن يتبع ذلك بالاستغفار والانكسار بين يدي الله سبحانه وتعالى، وألا يعتبر أنه أدى العمل على الوجه المطلوب؛ لأنه لا يدري: فقد يكون بعمله خلل كثير، فعليه أن يُكثر الاستغفار ويعتبر ما عمله قليلاً في حق الله سبحانه وتعالى.

والنبي صلى الله عليه وسلم مع كثرة عمله وإخلاصه واجتهاده، يقول لربه: «لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْك» ([1]) اعترافًا منه صلى الله عليه وسلم بالتقصير في حقِّ ربه عز وجل، فكيف بغيره؟ وهؤلاء الذين وصفهم الله بأنهم﴿يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ[المؤمنون: 60]، أي: خائفة، لا يأمنون من مكر الله، يقولون: صلينا وصمنا، وأدينا ما علينا، لا يقول هذا مسلم؛ لأنَّ هذا إعجاب بالعمل، وتزكية بالنفس، وتزكية للعمل، فالمسلم مهما عمل، فإنه يعتبر عمله قليلاً في حق الله، ومهما عمل فإنه لا يدري: هل هو صحيح أو غير صحيح، ما أكثر ما يصدر من الإنسان من السيئات بلسانه وأفعاله وبتصرفاته، فيصدر من الإنسان سيئات كثيرة، ربما تقضي على عمله، أو تنقصه نقصًا ظاهرًا؛ فعلى المسلم أن يَعدَّ سيئاته، ولا يعد حسناته، وعلى المسلم أن يحاسب نفسه، ويعد سيئاته وذنوبه،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (486).