ويستغفر ويتوب، ولا يعد
حسناته، ويقول: أنا عملتُ كذا وعملتُ كذا وعملت كذا، هذا يكله إلى الله عز وجل،
والله لا يضيع لديه أجر عامل، عمله محفوظ، إن كان منه شيء صحيح، فهو لا يخاف من جانب
الله ضياع حسناته:﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ
لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ﴾[البقرة: 143]، لكن
يخاف من جانب نفسه بالأخطاء والذنوب والسيئات المهلكة، وعليه أن يحاسب نفسه، وأن
يتفكر في سيئاته التي صدرت منه، فيحدث لكل ذنب توبة واستغفارًا، هذا هو الذي على
العبد.
وفي ختام الشهر كان السف الصالح يكثرون من الاستغفار والتوبة إلى الله عز
وجل، والخوف من عدم القبول، وكانوا يجتهدون في رمضان وفي غيره، ثم يقع عليهم الخوف
ألا يقبل منهم شيء، ويستغفرون الله ويتوبون، حتى روي أنهم كانوا يدعون الله ستة
أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، فإذا بلغهم إياه صاموا وقاموا الليل، ودعوا الله ستة
أشهر أن يتقبل منهم شهر رمضان.
ومن علامات القبول، في رمضان وفي غيره: إتباع الحسنة بالحسنة، فإذا كانت حالة المسلم بعد رمضان حالة طيبة، يكثر من الحسنات والأعمال الصالحة، فهذا دليل على القبول، أمَّا إن كان العكس، يتبع الحسنات السيئات، فإذا خرج رمضان أتبعه بالسيئات والغفلات والإعراض عن طاعة الله، فهذا دليل على عدم القبول، وكل إنسان يعرف نفسه من حاله بعد رمضان، ينظر في حاله، فإن كان حاله أحسن فليحمد الله، فهذا يدل على القبول، وإن كانت حاله أسوأ فليتبْ إلى الله وليستغفر الله، فإن هذا دليل على عدم القبول، ودليل على الإهمال والتفريط.