المجلس الثلاثون
في ختام الشهر بالتوحيد والاستغفار
****
الحمدُ لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، أمَّا بعدُ:
فإنَّ التوحيد والاستغفار أمرهما عظيم، فالتوحيد هو حق الله سبحانه وتعالى
على عباده الذي خلقهم من أجله، قال تعالى:﴿وَمَا
خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾[الذاريات: 56]،
والتوحيد أيضًا هو الذي تصح معه الأعمال، فبدون التوحيد لا تصح الأعمال جميعها،
فهو الأساس الذي يقوم عليه دين الإسلام، وهو الأساس الذي تصح معه الأعمال، وتكون
متقبلة عند الله سبحانه وتعالى، فيجب على المسلم أن يعتني بالتوحيد أولاً، فيصحح
عقيدته، والتوحيد هو معنى: لا إله إلا الله، فإن معنى: لا إله إلا الله: لا معبود
بحق إلا الله، فالعبادة كلها حق الله، لا يجوز صرف شيء منها لغير الله، وبها بعث
الله جميع الرسل وأنزل جميع الكتب:﴿وَمَآ
أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ
إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ﴾[الأنبياء: 25]،﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا
تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ﴾[الإسراء: 23]﴿وَٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾[النساء: 36].
فالتوحيد هو حق الله على عباده، والمغفرة حق العبد على الله، والاستغفار هو طلب المغفرة، وهو حاجة العبد، فالعبد محتاج إلى الاستغفار؛ لأن الاستغفار: طلب المغفرة عن خطأٍ وقع من العبد في حق الله سبحانه وتعالى؛ إمَّا بترك واجب، وإمَّا بفعل محرم، فالعبد يطلب من ربه أن يغفر له، وأن يتوب عليه، وذلك بعد أن يعزم على ترك الذنوب،
الصفحة 1 / 128