×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

 ولهذا فإن يونس عليه السلام لما وقع في الغم والظلمات نادى بالتوحيد والاستغفار:﴿فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ أَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ[الأنبياء: 87]، فقوله:﴿لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَهو التوحيد، وقوله:﴿إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَهذا استغفار واعتراف بذنبه، وطلب من الله أن يفرج له، ففرج الله عنه.

وهذا دأب المؤمنين، لزوم الاستغفار دائمًا وأبدًا، لا سيما في ختام الأعمال الصالحة، وفي ختام المجالس؛ مجالس الذكر، ومجالس الاجتماعات؛ فقد يكون في المجالس شيء من الغيبة والنميمة واللغو، فيكفرون ذلك بالاستغفار وعند قيامهم، فالاستغفار أمرُه عظيمٌ وفائدته عظيمة.

لكن يجب أن نعلم: ما معنى الاستغفار؟ وما المطلوب؟ وألا يكون الاستغفار باللسان فقط، فإنه لا يكفي، ولا ينفع، إلا إذا صاحبه القلب في الاعتقاد وإصلاح العمل.

هذا والله نسأل أن يختم لنا ولكم هذا الشهر بالعتق من النار، والقبول، وأن يعيده علينا وعليكم بخيرٍ وعافيةٍ، وأن يجعلنا وإياكم ممن غنم أجره، وتاب إلى الله من ذنوبه، وأن يستمر على عبادة الله بقية حياته، ولا يكون آخر عهده مع الله هذا الشهر فقط، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

***


الشرح