فلذلك يجب على العبد أن يخلص أعماله لله، وأن يبتعد كل البعد عن الرياء
والسمعة، وأن يخفي أعماله مهما استطاع؛ يخفي أعماله بينه وبين الله مهما استطاع،
إلا الأعمال التي يشرع إظهارها، كالصلاة مع الجماعة، والجهاد في سبيل الله، فهذه
لا تعمل إلا ظاهرة، لكن على الإنسان أن يخلص نيته لله عز وجل، ولهذا جاء في
الحديث: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ
بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ
إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ
كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا،
فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» ([1]).
والأمور بمقاصدها، فعلى المسلم أن يُحسن القصد، وأن يُخْلص نيته، وإذا
أحسَّ بشيء من العُجْب والرياء فعليه أن يستغفر الله، وأن يتوب إلى الله، وأن يخلص
العمل لله، وألا يكون قصده المدح والثناء من الناس، بل عليه أن يخلص دائمًا وأبدًا
في كل عمل يعمله، وأن يجاهد نفسه، وأن يبتعد عن حب المدح وحب الثناء وحب التعظيم
من الناس، وأن يعمل العمل خالصًا لوجهه الله عز وجل، وإلا فإنه سيكون تعبًا عليه
بلا فائدة.
الشرط الثاني في قبول العمل: أن يكون صوابًا على سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم، بعيدًا عن البدع والمحدثات والخرافات، التي ما أنزل الله بها من سلطان، فلا يتمشى مع عادات الناس، بل عليه أن يتبع الدليل من الكتاب والسنة، فما كان ثابتًا بدليل من القرآن أو من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، تقرَّب به إلى الله، وعبد الله به؛ لأن الله أرسل لنا الرسول عليه الصلاة والسلام ليبين للناس ما شرعه الله سبحانه وتعالى، ويبين لهم ما يقربهم إلى الله،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).