ويبين لهم الأعمال التي
يحبها الله ويرضاها، وينهاهم عن البدع والمحدثات، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ
أمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]) يعني: أنه مردودٌ
عليه، لا يُقبل ولا يرتفع إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن الله لم يشرعه، وإن كانت
نية صاحبه خالصة لله، لكن العمل غير مشروع، فالعمل الذي لم يشرعه الله لا يقبله
الله، فلا يُعْبد الله جل وعلا إلا بما شرع على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فيكون متبعًا في عمله هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا يقول الرسول صلى الله
عليه وسلم: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ
كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الأُْمُورِ
مُحْدَثَاتُهَا، وَكُل مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُل بِدْعَةٍ ضَلاَلَة، وَكُل
ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([2])، ويقول صلى الله
عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي
وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا
بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ
بِدْعَةٌ، وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([3])، فالبدع لا يجوز
العمل بها مهما كانت، ولو كان عليها كثير من الناس، ولو زيَّنوها وحسنوها وزعموا
أنها طاعات وأنها قربات.
نقول: ما دام لا دليل عليها من الكتاب والسنة، ولم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يأمر بها، وليست من هدي الخلفاء الراشدين، فإنها بدعة وضلالة، وليست قُربة إلى الله سبحانه وتعالى؛ بل إنها تُبْعد صاحبها عن الله، والله جل وعلا لا يرضى بها ولا يحبها ولا يقبلها؛ لأنها خارجة عن شرعه ودينه، فالمبتدعة ضلاَّل يعملون على غير هدي من سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليسوا أتباعًا للرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما هم أتباع لأهوائهم، وأتباع لشياطين الإنس والجن، الذين يحدثون لهم هذه البدع ويزينونها لهم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).