مقدمة الشارح
****
الحَمد
لله ربِّ العَالَمِين، وصلى الله وسلم على نبينا مُحمَّد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
·
أما بعد:
فإن
مؤلف هذه الرِّسَالة هو الإمام الشَّيخ سليمان بن الشَّيخ الإمام عبْد اللهِ بن
الإمام المجدد مُحمَّد بن عبْد الوَهَّابِ رحمهما الله، فهو من سلالة علم وتحقيق
وتوحيد، وهو حفيد الإمام المجدد وابن الشَّيخ عبْد اللهِ بن مُحمَّد الذي خلف
والده الشَّيخ مُحمَّد بن عبْد الوَهَّابِ في الإمامة بعد موته، ولد سنة ألف
ومائتين من الهِجرَة، يعني: قبل وفاة جده بست سنين، وحفظ القُرْآن، واشتغل بطلب
العلم على علماء الدرعية في مختلف الفنون، فبرز في التَّوحِيد والفقه والتفسير
وعلم الحَدِيث، فكان يُعدّ من المحدثين، يشهد لذلك كتابه «تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التَّوحِيد» الذي حفَل بعلم الأثر،
وعلم التَّوحِيد، وعلم التفسير فأودع فيه من كنوز العلم مما تلقَّاه عن مشايخه،
ومما اطَّلع عليه من كلام أَهل العِلْم.
ذلك
لأن الدرعية كان فيها مكتبةٌ زاخرة بالكتب التي جلَبها جده الإمام المجدد من مختلف
الأقاليم في رحلاته، ومما توافر في هذه المكتبة من الكتب المستنسخة، فكان عاكفًا
على طلب العلم تلقِّيًا وقراءة وتدريسًا، حتَّى إنه جلس للتدريس وهو صغير السن،
وتولى القضاء، والدَعْوة إلى الله عز وجل، والحسبة، والأَمر بالمعروف والنَّهي عن
المنكر، وكان غالب وقته في الاشتغال بالعلم، فكان لا يخرج إلى