ومن الوَلاء المناصرة والمظاهرة لهم، وهي مناصرة
الكفَّار على المُسْلمين، فمن أحب الكفَّار وناصرهم على المُسْلمين فهو كَافِر؛
كما قال تعَالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ
وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلَٰيَتِهِم مِّن شَيۡءٍ
حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْۚ وَإِنِ ٱسۡتَنصَرُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيۡكُمُ ٱلنَّصۡرُ
إِلَّا عَلَىٰ قَوۡمِۢ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٞۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ
بَصِيرٞ ٧٢وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٍۚ إِلَّا تَفۡعَلُوهُ
تَكُن فِتۡنَةٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَفَسَادٞ كَبِيرٞ ٧٣﴾
[الأنفال: 72، 73].
·
فالوَلاء
للكفَّار يكون بالمحبَّة لهم، والمناصرة لهم:
بالأقوال:
مثل مدح الكفَّار والثناء عليهم.
والأفعال:
مثل مناصرة الكفَّار، والتَّشبُّه بهم، إلى غير ذلك من أَنوَاع موالاة الكفَّار.
والبراءة:
أن تتبرأ من دين المُشْركين؛ كما قال إِبرَاهِيم عليه الصلاة والسلام والذين معه: ﴿إِنَّا
بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ﴾ [الممتحنة: 4] تبرءوا منهم ومن دينهم، ﴿كَفَرۡنَا بِكُمۡ
وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ
تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ﴾
[الممتحنة: 4]، ﴿وَإِذۡ
قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦٓ إِنَّنِي بَرَآءٞ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ
٢٦إِلَّا ٱلَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُۥ سَيَهۡدِينِ ٢٧وَجَعَلَهَا كَلِمَةَۢ بَاقِيَةٗ
فِي عَقِبِهِۦ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ ٢٨﴾
[الزخرف: 26- 28]، فتبرأ منهم ومن دينهم.
ومن البراءة أَيضًا أنك لا تستغفر ولا تدعو للمشرك والكَافِر حيًّا أو ميتًا، فإن كان حيًّا فإنك تدعو له بالهداية، ولكن لا تدعو لهم بالمغفرة، قال تعَالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ ١١٣وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةٖ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ
الصفحة 1 / 207