·
وأنا أذكر بَعْض الأدلة على ذلك، بعون الله وتأييده:
الدَّلِيل الأول:
قول الله تعَالى: ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ
وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ﴾ [البقرة: 120].
فأخبر تعَالى أن
اليَهُود والنَّصارَى وكذلك المُشْركون، لا يرضون عن النَّبي صلى الله عليه وسلم
حتَّى يتبع ملتهم، ويشهد أنهم على حق.
ثم قال تعَالى: ﴿قُلۡ
إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِي
جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ﴾ [البقرة: 120]،
وفي الآية الأخرى: ﴿إِنَّكَ إِذٗا لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [البقرة: 145]،
فإذا كان النَّبي صلى الله عليه وسلم لو يوافقهم على دينهم ظاهرًا من غير عقيدة
القلب لكن خَوْفًا من شرهم ومُداهنَة كان من الظَّالمِين، فكيف بمن أظهر لعباد
القُبُور والقِبَاب أنهم على حق وهدي مستقيم؟! فإنهم لا يرضون إلا بذلك.
****
لما
قدم رحمه الله هذه المقدمة النافعة وفَصَّلَ فيها هذا التفصيل، أراد أن يذكر
الأدلة على ما قاله؛ لأن هذا ليس مجرد قول من عنده، وإنما هو قولٌ مبنيٌّ على أدلة
من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإجماع أَهل العِلْم.
وهكذا
كل عالم يقول قولاً لا بُدَّ أن يذكر دليله من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه
وسلم لا سيما في أُمُور العَقِيدَة، وأُمُور الكُفْر والإِيمَان، فلا يَجُوز لأحد
أن يُكفِّر أحدًا إلا بتحقيق شيئين:
أولاً:
يذكر الدَّلِيل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وثانيًا:
ينظر هل هذا الدَّلِيل ينطبق على هذا الشخص أو لا ينطبق؟
الصفحة 1 / 207