×

الدَّلِيل الثالث عشر: قوله تعَالى ﴿وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ [هود: 113].

فذكر تعَالى أن الرُّكُون إلى الظلمة من الكفَّار والظَّالمِين موجب لمسيس النَّار، ولم يُفرِّق بين من خاف منهم وغيره إلا المكره، فكيف بمن اتخذ الرُّكُون إليهم دينًا ورأيًا حسنًا، وأعانهم بما قدر عليه من مال ورأي، وأحبَّ زوال التَّوحِيد وأهله، واستيلاء أهل الشِّرك عليهم؟! فإن هذا من أعظم الكُفْر والرُّكُون.

****

 قوله تعَالى في آخر سورة هود: ﴿وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ [هود: 113] هذا نهيٌ من الله جل وعلا لعباده المُؤْمِنين، ب قوله: ﴿وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ [هود: 113] والرُّكُون: هو الميل، أي: لا تميلوا ولا تنحازوا ﴿إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ [هود: 113] وهم الكفَّار؛ لأنهم ظلموا بالكُفْر؛ كما قال تعَالى: ﴿وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ [البقرة: 254]، والكُفْر هو أعظم الظلم، والشِّرك أعظم الظلم؛ كما قال تعَالى: ﴿إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ [لقمان: 13].

والظلم: هو وضع الشيء في غير موضعه، فالمُشْركون لما وضعوا العِبَادَة في غير موضعها وعبدوا غير الله صاروا ظالمين، كذلك الذي كَفَرَ بالله عز وجل ولم يَنْقَدْ لشرعه فإنه ظالم؛ لأنه وضع الانقياد والعِبَادَة في غير الله عز وجل وأسلم لغير الله، فقوله تعَالى: ﴿ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ [هود: 113] المراد بهم الكفَّار والمُشْركون.

وفي هذه الآية وعيدٌ من الله عز وجل لمن انحاز إلى الكفَّار ضد المُسْلمين، أن يناله من الله العقوبات التالية:


الشرح