×

الدَّلِيل العاشر: قوله تعَالى: ﴿وَلَوۡ كَانُواْ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلنَّبِيِّ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مَا ٱتَّخَذُوهُمۡ أَوۡلِيَآءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ [المائدة: 81] فذكر تعَالى أن موالاة الكفَّار منافية للإِيمَان بالله والنَّبي صلى الله وعليه وسلم وما أُنزل إليه، ثم أخبر أن سبب ذلك كون كَثِير منهم فاسقين، ولم يفرِّق بين من خاف الدائرة وبين من لم يخف؛ وهكذا حال كَثِير من هَؤُلاءِ المُرتَدِّين قبل رِدَّتِهم كَثِير منهم فاسقون، فجرَّهم ذلك إلى موالاة الكفَّار، والرِّدَّة عن الإِسْلام، نعوذ بالله من ذلك.

****

  قوله: «الدَّلِيل العاشر: قوله تعَالى: ﴿وَلَوۡ كَانُواْ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلنَّبِيِّ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مَا ٱتَّخَذُوهُمۡ أَوۡلِيَآءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ [المائدة: 81] » هذه الآية تابعة للآية السَّابقة، والشَّيخ رحمه الله اعتبرها دليلاً مستقلًّا.

وهي تدلّ على أن اتخاذ الكفَّار أَوليَاء يتنافى مع الإِيمَان بالله والنَّبي صلى الله عليه وسلم وما أُنزل إليه وهو القُرْآن والسُّنَّة.

قوله: ﴿فَٰسِقُونَ [المائدة: 81] ﴿كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦٓۗ [الكهف: 50] الفسق المخرج من الملة؛ لأن الفسق فسقان:

الأول: فسقٌ أصغر بارتكاب الكبَائر التي دون الشِّرك، وهذا لا يُخرج من الملة.

الثَّاني: فسقٌ أكبر، وهو فسق الكُفْر والشِّرك؛ كما في قوله تعَالى في إبليس:، أي: خرج عن طاعة الله، وهذا فسق أكبر.


الشرح