×

الدَّلِيل التاسع عشر: قوله تعَالى: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ [المجادلة: 22].

فأخبر تعَالى: أنك لا تجد من يؤمن بالله واليوم الآخر، يوادون من حاد الله ورسوله، ولو كان أقرب قريب، وأن هذا منافٍ للإِيمَان مضاد له، لا يجتمع هو والإِيمَان إلا كما يجتمع الماء والنَّار؛ وقد قال تعَالى في موضع آخر: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَابَآءَكُمۡ وَإِخۡوَٰنَكُمۡ أَوۡلِيَآءَ إِنِ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡكُفۡرَ عَلَى ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ [التوبة: 23 ]، ففي هاتين الآيتين البيان الواضح: أنه لا عذر لأحد في المُوافقَة على الكُفْر خَوْفًا على الأموال، والآباء، والأبناء، والأزواج، والعشائر، ونحو ذلك مما يعتذر به كَثِير من النَّاس.

إذا كان لم يرخص لأحد في مودتهم، واتخاذهم أَوليَاء بأنفسهم؛ خَوْفًا منهم وإيثارًا لمَرضاتهم، فكيف بمن اتخذ الكفَّار الأباعد أَوليَاء وأصحابًا، وأظهر لهم المُوافقَة على دينهم، خَوْفًا على بَعْض هذه الأُمُور ومحبَّة لها؟! ومن العجب استحسانهم لذلك، واستحلالهم له، فجمعوا مع الرِّدَّة استحلال المحرم.

****

هذه الآية أَيضًا من أدلة تَحرِيم موالاة الكفَّار، يقول الله جل وعلا لنبيه مُحمَّد صلى الله عليه وسلم: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ [المجادلة: 22] هذا نفي لوجود الإِيمَان مع مودة الكفَّار؛ فدل على أن الذي يؤمن بالله واليوم الآخر لا يواد الكفَّار، وأن الذي 


الشرح