×

قال الشَّيخ سليمان رحمه الله:

بسم الله الرَّحمَن الرحيم

****

اعلم رحمك الله أن الإِنْسَان إذا أظهر للمُشْركين المُوافقَة على دينهم، خَوْفًا منهم، ومُدارَاة لهم ومُداهنَة، لدفع شرهم، فإنه كَافِر مثلهم، وإن كان يكره دينهم ويبغضهم ويحب الإِسْلام والمُسْلمين، هذا إذا لم يقع منه إلا ذلك، فكيف إذا كان في دار منعة، واستدعى بهم، ودخل في طاعتهم، وأظهر المُوافقَة على دينهم البَاطِل؟ 1

****

 موضوع هذه الرِّسَالة فيمن استولى الكفَّار على بلده، ماذا يصنع؟ هل ينجرف مَعهُم ويوافقهم أو يثْبُت على دينه مهما كلفه الثمن؟ وفيها بيان حكم من يجر الكفَّار إلى بِلاَد المُسْلمين، ويمكنهم من الاستيلاء عليها، ويؤيدهم، وهاتان نقطتان عظيمتان في هذه الرِّسَالة ينبغي الانتباه لهما:

·       النقطة الأولى:

في قوله: «أن الإِنْسَان إذا أظهر للمُشْركين المُوافقَة على دينهم، خَوْفًا منهم، ومُدارَاةً لهم ومُداهنَةً؛ لدفع شرهم» فإذا استولى الكفَّار على ديار المُسْلمين ماذا يجب على المسلم؟

الجَواب: يجب عليه الثبات على دينه، وألا يَتنَازَل عن شيء من دينه لأجل إرضاء الكفَّار المحتلين باختياره، ولا لأجل طمع الدُّنيا؛ كأن يطمع أن يتركوه يعيش ويزرع ويشتغل ولا يتعرضوا له، فيعطيهم دينه 


الشرح