وهم يعطونه الدُّنيا. وهذه مُداهنَة والعِيَاذ
باللهِ، والشَّيخ رحمه الله سماها «مُدارَاة»،
ولكن هذه ليست مُدارَاة بل هي مُداهنَة، وفرقٌ بين المُدارَاة والمُداهنَة، وسيأتي
في كلامه أن هذه مُداهنَة وليست مُدارَاة، وسيأتي أَيضًا الفرق بين المُدارَاة
وبين المُداهنَة.
قوله:
«المُوافقَة على دينهم»، يعني:
مكَّنهم من إقامة الكنائس في بِلاَد المُسْلمين، وأعطاهم الحرية وقال للمُسْلمين: لا
تمنعوهم شيئًا، الذي يطلبونه منكم وافقوا عليه. فهذه مُداهنَة؛ لأن ديننا يمنع من
هذا.
قوله:
«ومُدارَاة لهم ومُداهنَة»، يقصد
بالمُدارَاة المُداهنَة.
قوله:
«فإنه كَافِر مثلهم»؛ لأنه مكن
للكفَّار ورضي بدينهم، وتنازل عما أوجبه عليه من دِين الإِسْلام ومن رفض دين
الكفَّار والبراءة منه، فهذا لم يتبرأ منه بل أجازه وسوَّغَه، وأعطاهم الحرية في بِلاَد
المُسْلمين؟
قوله:
«وإن كان يكره دينهم ويبغضهم»، يعني
إن كان يحب دينهم فهذا يكون كَافِرًا مُرتدًّا إذا مكنهم، وإذا مكنهم وهو يكره
دينهم فبفعله هذا ارتد عن الإِسْلام؛ لأنه ناصرهم على المُسْلمين.
النقطة
الثَّانية:
في
قوله: «فكيف إذا كان في دار منعة،
واستدعى بهم» إذا كان في دار مَنعة ودار إسلام وجرّ الكفَّار على بِلاَد المُسْلمين،
وأتى بجيوشهم لتغزو بِلاَد المُسْلمين، مثلما حصل في آخر الخلافة العباسية لما جرّ
الشيعي ابن العلقمي وزير الخليفة، والخبيث الشيعي الآخر نصير الدِّين الطوسي جرَّا
التتار على بِلاَد المُسْلمين، وهما يدَّعِيان الإِسْلام، وخططا