×

وأعانهم عليه بالنصرة والمَال، ووالاهم وقطع المُوالاَة بينه وبين المُسْلمين، وصار من جنود الشِّرك والقِبَاب وأهلها، بعدما كان من جنود الإِخلاَص والتَّوحِيد وأهله، فإن هذا لا يشك مسلم أنه كَافِر، من أشد النَّاس عَداوَة لله تعَالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يستثنى من ذلك إلا المكره: وهو الذي يستولي عليه المُشْركون، فيَقولُون له: اكفر، أو افعل كذا وإلا فعلنا بك وقتلناك. أو يأخذونه، فيعذبونه حتَّى يوافقهم. فيجوز له المُوافقَة باللسان، مع طمأنينة القلب بالإِيمَان.

وقد أجمع العُلمَاء على أن من تكلَّم بالكُفْر هازلاً أنه يكفر فكيف بمن أظهر الكُفْر خَوْفًا وطمعًا في الدُّنيا؟!

****

قوله: «وأعانهم عليه بالنصرة والمَال، وقطع المُوالاَة بينه وبين المُسْلمين» أي: يكون مع جيش الكفَّار بالمَال والنصرة ويُقاتل المُسْلمين مَعهُم، وهو يدعي الإِسْلام، وقد يكون في الأول من جنود التَّوحِيد؛ كما في قوله: «بعدما كان من جنود الإِخلاَص والتَّوحِيد وأهله»، ثم صار من جند الكفَّار وأصحاب القِبَاب والأَضرِحَة يساعدهم ويمِّولهم ويخطط لهم، ويعطيهم أسرار المُسْلمين، فهذا لا شك في كفره وردته.

وهذا زَيغٌ - والعِيَاذ باللهِ - وضلال، فالذي كان في الأول من جند التَّوحِيد ومن أَهل التَّوحِيد، ثم جلَب الكفَّار وساعدهم على المُسْلمين، أو لما جاءوا انضم إليهم ضد المُسْلمين ومكَّن لهم، فهذا زاغٍ وضل في عقيدته، فقد يكون فعل هذا لغرضٍ دنيوي: يريد رياسة، أو يريد أن ينتقم من المُسْلمين، أو يتشفى ممن يبغضهم من أهل السنة، فهذه ردة عن دِين


الشرح