×

الإِسْلام، فمن ساعد الكفَّار على المُسْلمين، وأتى بهم وخطط لهم، فهذه مظاهرة للمُشْركين على المُسْلمين، وهي مِن نَواقِضِ الإِسْلام؛ لأن من ظاهر المُشْركين وأعانهم على قتال المُسْلمين فقد ارتد عن دِين الإِسْلام.

قوله: «من أشد النَّاس عَداوَة لله تعَالى ورسوله صلى الله عليه وسلم »؛ لأنه رضي بالكُفْر، وكذلك لو كان يبغض الكُفْر، ولكن حمله على هذا طمع دنيوي لرئاسة أو مال، مثلما يحصل من الأعراب والمُنَافقِين، يطمعون في الأموال ويساعدون الكفَّار ويتوظفون عندهم أو يصيرون في جندية الكفَّار الغازين لبِلاَد المُسْلمين، من أجل طمع الدُّنيا، أو من أجل التشفِّي من المُسْلمين، فهذا لا يشك مسلم في كفره، ولو كان ممن يبغض دين الكفَّار؛ لأن هذه ردة بالفعل والقول.

وبفعله هذا يكون من أشدِّ النَّاس عَداوَة لله تعَالى؛ لأن من أيد أَعدَاء اللهِ ونصرهم فهو عدو لله؛ ولهذا يقول الإمام ابن القيِّم رحمه الله:

أتحب أَعدَاء الحبيب وتدعي **** حبًّا له ما ذاك في إمكان

وكذا تعادي جاهدًا أحبابه **** أين المحبَّة يا أخا الشَّيطَان

يعني: تعادي أحباب الله جل وعلا وهم المُؤْمِنون وتؤيد أَعدَاء اللهِ الكفَّار عليهم، وتدَّعي أنك تحب الله عز وجل.

قوله: «ولا يُسْتثنى من ذلك إلا المكره» وهذا من الإنصاف والعدل، يعني: أن من فعل شيئًا من هذه الأُمُور باختياره فهو مرتد، أما من فعله مكرهًا مجبرًا على ذلك فهذا معفوٌّ عنه؛ لقوله جل وعلا: ﴿مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ


الشرح