×

الدَّلِيل السَّابع: قوله تعَالى: ﴿وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ يُكۡفَرُ بِهَا وَيُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُواْ مَعَهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦٓ إِنَّكُمۡ إِذٗا مِّثۡلُهُمۡۗ [النساء: 140].

فذكر تبارك وتعالى، أنه نزل على المُؤْمِنين في الكِتَاب: أنهم إذا سمعوا آيَات اللهِ يُكفر بها، ويُستهزأ بها فلا يقعدوا مَعهُم، حتَّى يخوضوا في حَدِيث غيره. وأن من جلس مع الكَافِرين بآيَات اللهِ، المستهزئين بها في حال كفرهم واستهزائهم: فهو مثلهم. ولم يفرق بين الخَائِف وغيره. إلا المكره.

هذا وهم في بلد واحد، في أول الإِسْلام. فكيف بمن كان في سعة الإِسْلام وعزة بِلاَده، فدعا الكَافِرين بآيَات اللهِ المستهزئين بها إلى بِلاَده، واتخذهم أَوليَاء وأصحابًا وجلساء، وسمع كفرهم واستهزاءهم وأقرهم، وطرد أَهل التَّوحِيد وأبعدهم؟!!

****

 الله جل وعلا يقول: ﴿وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ [النساء: 140] الكِتَاب أي القُرْآن والسُّنَّة، وذلك كما في سورة الأنعام: ﴿وَإِذَا رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ [الأنعام: 68]، قد نزَّل عليكم الله جل وعلا قوله: ﴿أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ يُكۡفَرُ بِهَا وَيُسۡتَهۡزَأُ بِهَا [النساء: 140] من قبل الكفَّار والمُنَافقِين ﴿فَلَا تَقۡعُدُواْ مَعَهُمۡ [النساء: 140] لا تقعدوا في مجلس يُستهزأ فيه بالإِسْلام والمُسْلمين، ويُستهزأ فيه بالقُرْآن ﴿إِنَّكُمۡ إِذٗا مِّثۡلُهُمۡۗ [النساء: 140] ولو أنكم في الأول مُسلِمُون فإنكم


الشرح