×

 إذا جلستم مَعهُم على هذه الحالة تكونون مثلهم والعِيَاذ باللهِ؛ لأنكم لم تنكروا المنكر، بل سكتم، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡكَٰفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا [النساء: 140] فتكونون مثلهم، يجمعكم الله مَعهُم يوم القيَامَة في النَّار، ولا حول ولا قوة إلا بالله، كما اجتمعتم مَعهُم في الدُّنيا. فهذا فيه تَحرِيم الجُلُوس في المَجالِس التي يُسب فيها الله أو رسوله أو القُرْآن والسُّنَّة أو المُسلِمُون، ومن ذلك بقاء المسلم مع المُشْركين، فإن المُشْركين يسبون الله، ويسبون الرَّسُول، ويسبون المُسْلمين، فإذا بقي مَعهُم وأقام مَعهُم واستوطن مَعهُم فإنه مخالف لهذه الآية الكَرِيمَة، ﴿وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ يُكۡفَرُ بِهَا وَيُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُواْ مَعَهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦٓ [النساء: 140]، فهذا فيه وجوب هجر مَجالِس السوء وبِلاَد السوء، ولاسيما مَجالِس الكُفْر والإِلحَاد والزَندَقَة والتَّشْكِيك في الإِسْلام.

وما أكثر المَجالِس اليوم التي تستهزئ بالمُسْلمين وتنتقص الإِسْلام وتمدح الكفَّار، ما أكثرها في بِلاَدنا فضلاً عن بِلاَد الكفَّار، فالواجب على المسلم أن يقاطع هذه المَجالِس، وأن يبتعد عنها فإن جلس فيها وسكت فإنه يكون إذن مثلهم.

فالذين قال الله جل وعلا فيهم: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ٦٥لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ ٦٦ [التوبة: 65، 66]، إنما الذي تكلم واحد، هو الذي قال:


الشرح