الدَّلِيل الحَادي والعشرون: من السنة، ما رواه
أبو داود، وغيره عن سَمُرة بن جُنْدب عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مَنْ
جَامَعَ الْمُشْرِكَ وَسَكَنَ مَعَهُ فَإِنَّهُ مِثْلُهُ ([1]).
فجعل صلى الله
عليه وسلم في هذا الحَدِيث: من جامع المُشْركين أي اجتمع مَعهُم وخالطهم وسكن
مَعهُم مثلهم، فكيف بمن أظهر لهم المُوافقَة على دينهم، وآواهم وأعانهم؟!!
فإن قالوا: خفنا!
قيل لهم: كذبتم. وأَيضًا فليس الخَوْف بعذر؛ كما قال تعَالى: ﴿وَمِنَ
ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ
فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ﴾ [العنكبوت: 10]، فلم يعذر
تبارك وتعالى من يرجع عن دينه عند الأذى والخَوْف، فكيف بمن لم يصبه أذى ولا
خَوْف، وإنما جاء إلى البَاطِل محبَّة له وخَوْفًا من الدَّوَائِر؟!.
والأدلة على هذا
كَثِيرة، وفي هذا كفاية لمن أراد الله هدايته.
وأما من أراد الله
فتنته وضلالته؛ فكما قال تعَالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتۡ عَلَيۡهِمۡ
كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ ٩٦وَلَوۡ جَآءَتۡهُمۡ كُلُّ ءَايَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُاْ
ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ ٩٧﴾ [يونس: 96، 97].
ونسأل الله الكريم المنان: أن يحيينا مسلمين، وأن يتوفانا مسلمين، وأن يلحقنا بالصَّالِحين غير خزايا ولا مفتونين برحمته، وهو أرحم الراحمين.
الصفحة 1 / 207