×

الدَّلِيل الثامن عشر: قوله تعَالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدٗا وَإِن قُوتِلۡتُمۡ لَنَنصُرَنَّكُمۡ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ [الحشر: 11].

فعقد تعَالى الأخوّة بين المُنَافقِين والكفَّار، وأخبر أنهم يَقولُون لهم في السر: ﴿لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ [الحشر: 11] أي: لئن غلبكم مُحمَّد صلى الله عليه وسلم وأخرجكم من بِلاَدكم ﴿لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدٗا [الحشر: 11] أي: لا نسمع من أحدٍ فيكم قولاً، ولا نعطي فيكم طاعة ﴿وَإِن قُوتِلۡتُمۡ لَنَنصُرَنَّكُمۡ [الحشر: 11] أي: إن قاتلكم مُحمَّد لننصرنكم ونكون معكم، ثم شهد تعَالى أنهم كاذبون في هذا القول.

فإذا كان وعد المُشْركين في السر بالدخول مَعهُم، ونصرهم والخروج مَعهُم إن أُجلوا، نفاقًا وكفرًا، وإن كان كذبًا، فكيف بمن أظهر ذلك صادقًا، وقدم عليهم، ودخل في طاعتهم، ودعا إليها، ونصرهم وانقاد لهم، وصار من جملتهم، وأعانهم بالمَال والرأي؟! هذا مع أن المُنَافقِين لم يفعلوا ذلك إلا خَوْفًا من الدَّوَائِر؛ كما قال تعَالى: ﴿فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ [المائدة: 52].

****

 قوله تعَالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدٗا وَإِن قُوتِلۡتُمۡ لَنَنصُرَنَّكُمۡ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ ١١لَئِنۡ أُخۡرِجُواْ لَا يَخۡرُجُونَ مَعَهُمۡ


الشرح