العقوبة الأولى:
قال: ﴿فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ﴾ [هود: 113]، هذا وعيدٌ شديد، وبيان لعقوبة من فعل هذا
أنه تمسه النَّار، بمعنى: أنه يُعذب فيها، ويمسه عذَابها وحرّها.
ولا
شك أن النَّار إنما أُعدت للكَافِرين والمُشْركين، وقد يدخلها بَعْض عصاة
المُؤْمِنين مؤقتًا، فيعذبون فيها بقدر ذنوبهم، وأما الكفَّار والمُشْركون
فيدخلونها دخولاً مؤبدًا.
العقوبة
الثَّانية: قال: ﴿وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ﴾ [هود: 113] لأنكم لجأتم إلى ولاية الكفَّار والواجب أن
تكون ولايتكم لله عز وجل قال تعَالى: ﴿ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ
ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ﴾
[البقرة: 257]، وقال: ﴿إِنَّمَا
وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ
وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ﴾
[المائدة: 55] فالمُؤْمِن تكون ولايته لله ولرسوله وللمُؤْمِنين، ولا يتخذ
الكفَّار أَوليَاء ينحازُ إليهم ضد المُسْلمين، ويركن إليهم بقلبه وفعله وانتمائه؛
فالرُّكُون يشمل كل هذه الأُمُور:
*
الرُّكُون إليهم بالقلب.
*
الرُّكُون إليهم بالأَعمَال بأن يناصرهم ويؤيدهم.
*
الرُّكُون إليهم بالوَلاء والانتماء.
كل
هذه تدخل في الرُّكُون إلى الذين ظلموا، من فعلها خرج بها من ولاية الله عز وجل
وصار من أَوليَاء الطَّاغُوت، قال تعَالى: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ
يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ
هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ﴾
[البقرة: 257].