×

 عَدُوّٞ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَأَوَّٰهٌ حَلِيمٞ ١١٤ [التوبة: 113، 114]، وقال: ﴿لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ [الممتحنة: 1]، فالبراءة تكون من المُشْركين، وتكون من دينهم أَيضًا؛ كما في سورة الكَافِرون: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ ١لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ ٢وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ ٣وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ ٤وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ ٥لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ ٦ [الكافرون: 1- 6].

هذا معناه البراءة من دينهم، وليس كما يظن بَعْض النَّاس أن معناه المُوافقَة لهم على دينهم، وأن كلًّا له دينه، وكلًّا حر في عقيدته، كما يُدندنون الآن، فلو كان الإِنْسَان حرًّا في عقيدته لما أرسل الله الرُّسل، ولا أنزل الكتب، ولا شرع الجِهَاد، فالعَقِيدَة لا بُدَّ أن تكون واحدة وهي: عِبَادَة الله وحده لا شريك له؛ كما قال تعَالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ [الذاريات: 56]، فمن كفر وأراد نشر الكُفْر والقضاء على الإِسْلام فإنه يُقاتل.

فهذا هو الوَلاء والبَراء - البراء من المُشْركين والبراء من دينهم - وهذا يستدعي أن المسلم يبتعد عنهم، فلا يصادقهم، ولا يصاحبهم، ولا يؤاخيهم؛ فيبتعد عنهم غاية البعد، ويَحْذر منهم أن يفتنوه عن بَعْض ما أنزل الله؛ كما قال تعَالى: ﴿وَإِن كَادُواْ لَيَفۡتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ لِتَفۡتَرِيَ عَلَيۡنَا غَيۡرَهُۥۖ وَإِذٗا لَّٱتَّخَذُوكَ خَلِيلٗا ٧٣وَلَوۡلَآ أَن ثَبَّتۡنَٰكَ لَقَدۡ كِدتَّ تَرۡكَنُ إِلَيۡهِمۡ شَيۡ‍ٔٗا قَلِيلًا ٧٤إِذٗا لَّأَذَقۡنَٰكَ ضِعۡفَ ٱلۡحَيَوٰةِ وَضِعۡفَ ٱلۡمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيۡنَا نَصِيرٗا ٧٥ [الإسراء: 73- 75]، فلا يَجُوز التَّنَازل عن شيء من ديننا لإرضائهم، بل نتمسك بديننا ولا نتنازل عن شيء منه لأجل إرضائهم، فهم لن يرضوا حتَّى ننسلخ من ديننا كلية؛ كما قال تعَالى: ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ [البقرة: 120]، هذا الذي يريدون، يريدون أن نترك ديننا ونصير مَعهُم، قال تعَالى: ﴿وَدُّواْ لَوۡ 


الشرح