×

فخان العهد الذي بينه وبين الإمام عبْد اللهِ بن سعود، فقتل الذراري، وسفك الدِّمَاء، وهدَم البيوت على أهلها، وخرَّب الدرعية.

وهو بهذا يظن أنه سيقضي على هذه الدَعْوة بجهله، والدَعْوة لا أحد يقضي عليها؛ لأنها مبنية على الكِتَاب والسنة، فهي دَعْوة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، فلا يمكن القضاء عليها أبدًا؛ لأن الله سُبحَانَه يحميها، وإن أصاب أهلها شيء من القتْل، أو الاستيلاء من قِبل عدوهم، فإن الدَعْوة لن تتضرر أبدًا، بل هذا يزيدها قوة وصلابة؛ لأنها دَعْوة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، والله تكفَّل بنصرتها وأنها ستبقى، فلم يستطع القضاء على الدَعْوة، بل زادها ذلك قوة وصلابة واستمرت الدَعْوة، ونرجو أن الله كتب الشَّهادة لمن قُتل من المُسْلمين.

وكان من جملة من قُتل وغُدر به هذا الإمام الشاب الشَّيخ سليمان بن عبْد اللهِ، أخرجه الخبيث من الدرعية وأرسله مع الجنود وقتلوه في المقبرة رحمه الله وعمرُه لا يتجاوز الثَّانية والثلاثين سنة.

هذا هو المُؤَلِّف رحمه الله ظن الخبيث أن قضى عليه، وفي الحقيقة إن علمه ودعوته ونفعه استمر له إلى يوم القيَامَة - إِن شَاء اللهُ -، فإنه وَرَّث علمًا غزيرًا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ...» ([1])، فهو ورث العلم النافع الذي يجري عليه أجره إلى يوم القيَامَة - إِن شَاء اللهُ - وزيادة على ذلك أنه قُتل شهيدًا - إِن شَاء اللهُ - في سبيل الله، رحمه الله وأجزل له المثوبة.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1631).