فنقول له:
هل دين إِبرَاهِيم غير دين مُحمَّد صلى الله عليه وسلم ؟
الجَواب:
إن مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم بُعث بدين إِبرَاهِيم عليه السلام، والرُّسل قبله
بُعثوا بدين إِبرَاهِيم، فكل الرُّسل الذين جاءوا بعد إِبرَاهِيم كانوا على دين
إِبرَاهِيم في التَّوحِيد والعِبَادَة.
فالحاصل:
إن المُسْلمين الآن في مفترق طرقٍ بين هذه الفئات من الكفَّار ومن المُنَافقِين،
ومن أهل الزَّيغ والضَّلال الذين يريدون أن يتلاعبوا بالدِّين، وأن يحولوا النَّاس
إلى الكُفْر، وأن يزيلوا الفوارق بين المُسْلمين والكفَّار، ويسمون الوَلاء
والبَراء كراهيةً للآخر، ويصفون الوَلاء والبَراء بالغلُوِّ والإرهاب والتطرف، وقد
صرَّحوا بهذا في مقالاتهم، ولا يزال عفنهم يصدر الآن في الصحف والجرائد.
فيجب
أن نتفطَّن لهذا الأمر، وأن يزيد حرصنا على الفهم، ولا يكون على مجرد الغيرة، بل
على الفهم الصَّحِيح لدين الله عز وجل لا إفراط ولا تفريط في هذا الباب وغيره، لكن
في هذا الباب بالذات؛ لأنه الآن هو محل العراك بين المُسْلمين وبين المُنَافقِين
وبين الكفَّار، فالمُنَافقُون انضموا إلى الكفَّار الآن، فقد كانوا متربِّصين
يتحيَّنُون الفرصة، فلما تنفَّس الكفَّار انحاز إليهم المُنَافقُون من أبناء
المُسْلمين، وصاروا ينادون بأفكار الكفَّار ويؤيدونها، فعلينا أن نتنبه لهذا
الأمر، وألا ننخدع بهذه الدعايات المضللة.
***
الصفحة 2 / 207