لغير وجه الله عز وجل. لكن
الخوف على المؤمن أن يتلاعب به الشيطان ويُدخِل عليه الرياء، هذا هو الخوف الشديد
على أهل الإيمان.
وهنا مسألة هامة جدًّا، وهي: مسألة هل يجوز أخذ الجُعْل أو المكافآت على
العبادات؛ مثل: الإمامة، والجهاد، وتدريس العلم، والقضاء، والإفتاء؟
نقول: إن كان قصده المال، فإن لم يُعْطَ المال لم يقم بهذه الأعمال؛ فعمله باطل؛
لأنه لم يُرِد به وجه الله، والله عز وجل يقول: ﴿مَن كَانَ
يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا
وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ ١٥أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ
إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ
١٦﴾ [هود: 15- 16].
أما إذا كان يقوم بالعمل الصالح لوجه الله، ويريد ثواب الله، ويأخذ ما يعطى
تبعًا لا قصدًا، فهذا لا بأس به؛ لأنه يستعين به على طاعة الله، وهو لم يقصده من
الأصل، وإنما يأخذه بنية أنه سيستعين به على طاعة الله؛ لأنه بحاجة إلى النفقة،
وإذا تفرغ لهذه الأعمال انقطع عن الكسب له ولأولاده. فيجب الفرق في هذا.
الصفحة 14 / 427