فقد يصلي الرجل ويراه الناس يركع ويسجد، ويَظهر لهم أن هذا عمل صالح، لكنه
في قلبه لا يريد بعمله وجه الله، إنما يريد مدح الناس. فعمله هذا غير مقبول عند
الله سبحانه وتعالى.
والرياء قد يكون من المنافقين الذين قال الله عز وجل فيهم: ﴿وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ
قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا
قَلِيلٗا﴾ [النساء: 142].
فيقع الرياء من المنافق النفاق الأكبر، ويقع من المؤمن الذي ليس بمنافق،
وذلك بأن يجد في نفسه شيئًا من حب الثناء وحب المدح، حين يقوم بالعبادات والأعمال
الصالحة.
فإذا أحس العبد المؤمن بشيء من ذلك، فهذا هو الرياء، فعليه أن يتوب إلى
الله عز وجل.
وذَكَر الحافظ ابن رجب في «شرح الأربعين» أن الرياء إذا كان مصاحبًا للعمل
من أصله واستمر معه حتى انتهى منه، فإنه باطل.
أما إذا كان العمل في أصله خالصًا لوجه الله، ثم طرأ عليه الرياء في
أثنائه؛ كالذي يقوم ليصلي وليس في نيته إلا وجه الله، لكنه أثناء الصلاة طرأ عليه
شيء من الرياء: فهذا إن تاب إلى الله ورفض الرياء لن يضره، والعمل يستمر صحيحًا إن
شاء الله. وإن استمر معه حتى نهاية العمل فهو باطل. وقيل: يثاب على أصل العمل لأن
أصله خالص ثم طرأ عليه الرياء.
والحاصل: أن الرياء خطير، يحصل من المنافق ويحصل من المؤمن، والمنافق مفروغ منه
عمله أصلاً؛ لأنه ليس بمؤمن، وكل عمله