وما هو إلا عبد ضعيف، ولكن الله عز وجل أعطاه هذه الأمور من أجل فتنة الناس
وامتحانهم.
فيَخرج على الناس ويَدَّعِي أنه الله، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
أنه عليه علامات تبين أنه كذاب ودجال وأنه أعور، وهذا عيب فيه، والله عز وجل ليس
بأعور ([1]) لأنه منزه عن
العيوب، ولكن مع هذا ينجرف معه كثير من الخلق؛ لأن فتنته عظيمة.
ثم ينزل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، فيطلبه ويقتله ويريح المسلمين من
شره.
هذا هو المسيح الدجال، لما ذكره الصحابة -رضوان الله عليهم - وذكروا فتنته،
خافوا أن يخرج عليهم، وخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يتحدثون عنه، فقال:
«أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ
عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟» قَالَ: قُلْنَا: بَلَى،
فَقَالَ: «الشِّرْكُ الْخَفِيُّ» ([2]).
خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه أشد من خوفه عليهم من المسيح
الدجال، وهم أفضل الخلق بعد الأنبياء، فكيف لا نخافه نحن؟!
فيجب على المسلم أنه يخاف من الرياء ولا يزكي نفسه. وإذا أحس بشيء منه فإنه
يستعيذ بالله، ويتوب إلى الله، ويرجع إلى الله.
قوله: «الشِّرْكُ الْخَفِيُّ» سُمي خفيًّا لأنه في النية والقصد، ولا يَظهر للناس منه شيء.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3057)، ومسلم رقم (169).