قوله:
وعن أبي سعيد مرفوعًا: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ
عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟» قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، فَقَالَ:
«الشِّرْكُ الْخَفِيُّ، أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي، فَيُزَيِّنُ صَلاَتَهُ،
لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ» ([1]). رواه أحمد
قوله:عن
أبي سعيد: هو الخُدْري. وتقدم.
قوله:
«الشِّرْكُ الْخَفِيُّ»: سماه خفيًّا لأنه عمل قلب لا يعلمه إلا الله، ولأن صاحبه
يُظْهِر أن عمله لله، وقد قَصَد غيره أو شَرَكه فيه بتزيين صلاته لأجله.
ولا
خلاف أن الإخلاص شرط لصحة العمل وقَبوله، وكذلك المتابعة.
قال
ابن القيم: «وأما الشرك الأصغر: فكيسير الرياء، والتصنع للخلق، والحلف بغير الله،
وقول الرجل للرجل: ما شاء الله وشئت. وهذا من الله ومنك. وأنا بالله وبك. وما لي
إلا الله وأنت. وأنا متوكل على الله وعليك. ولولا الله وأنت لم يكن كذا وكذا. وقد
يكون هذا أكبر بحَسَب حال قائله ومَقْصِده» انتهى.
**********
هذا الحديث له سبب، وهو: أن النبي
صلى الله عليه وسلم خرج إلى أصحابه وهم يتحدثون عن الدجال.
والدجال: المراد به المسيح الأعور الدجال، الذي يخرج في آخر الزمان -نسأل الله العافية - ومعه فتنة عظيمة، ويَهلِك بسببه خلق كثير، ولا يَسْلَم من فتنته إلا مَن سَلَّمَه الله عز وجل، حيث يخرج على الناس ومعه جنة ونار، فيأمر السماء فتمطر، ويأمر الأرض فتنبت وتُخرج كنوزها!!
([1]) أخرجه: ابن ماجه (4204)، وأحمد (11252).