باب ما جاء في الرياء
**********
قوله:
باب ما جاء في الرياء أي: من النهي عنه
والتحذير.
قوله:
وقول الله تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠
بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ﴾ أي ليس لي من
الربوبية ولا من الإلهية شيء؛ بل ذلك كله لله وحده لا شريك له، أوحاه إلي، ﴿فَمَن
كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ﴾ ويخافه ﴿فَلۡيَعۡمَلۡ
عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾.
قال
شيخ الإسلام: «أما اللقاء فقد فسره طائفة من السلف والخَلَف بما يتضمن المعاينة،
وقالوا: لقاء الله يتضمن رؤيته عز وجل يوم القيامة...»، وذَكَر الأدلة على ذلك.
قال
ابن القيم في الآية: «أي: كما أنه إله واحد لا إله إلا هو، فكذلك ينبغي أن تكون
العبادة له وحده لا شريك له. فكما تَفَرَّد بالإلهية يجب أن ينفرد بالعبودية،
فالعمل الصالح هو الخالص من الرياء المُقَيَّد بالسُّنة» انتهى.
فتضمنت
الآية النهي عن الشرك كله، قليله وكثيره.
**********
قوله: «باب ما جاء في الرياء» أي:
ما جاء من الأدلة في حكم الرياء.
والرياء: مأخوذ من الرؤية.
والمراد به:
المراءاة بالأعمال الصالحة، بأن يَقصد العامل أن يراه الناس، فيمدحوه ويُثنوا
عليه.