×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن المبارك: قال عبد الله بن محمد قاضي نَصِيبين: حدثني محمد بن إبراهيم بن أبي سُكينة، أنه أملى عليه عبد الله بن المبارك هذه الأبيات بطَرَسوس، وواعده الخروج وأنفذها معه إلى الفُضَيْل بن عِياض، في سنة سبعين ومِائة:

يا عابد الحرمين لو أبصرتَنا**** لعَلِمتَ أنك في العبادة تلعبُ

مَن كان يَخضِب خده بدموعه **** فنحورنا بدمائنا تتخضبُ

أو كان يُتعِب خيله في باطل **** فخيولنا يوم الصبيحة تَتعبُ

ريح العبير لكم ونحن عبيرنا **** وَهَجُ السنابك والغبار الأطيبُ

ولقد أتانا من مقال نبينا **** قول صحيح صادق لا يَكذبُ

لا يستوي غبار خيل الله في **** أنف امرئ ودُخَان نار تَلهَبُ

هذا كتاب الله ينطق بيننا **** ليس الشهيد بمَيِّت لا يَكذبُ

قال: فلَقِيتُ الفُضَيْل بكتابه في المسجد الحرام، فلما قرأه ذَرَفت عيناه. فقال: صدق أبو عبد الرحمن ونصحني! ثم قال: أنت ممن يَكتب الحديث؟ قلت: نعم. قال لي: اكتب هذا الحديث كِرَاء حَمْلك كتاب أبي عبد الرحمن إلينا.

وأملى عليَّ الفضيل بن عياض: حدثنا منصور بن المُعتمِر، عن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رجلاً قال: يا رسول الله، عَلِّمني عملاً أنال به ثواب المجاهدين في سبيل الله! فقال: «هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك، فتقوم ولا تَفْتُر، وتصوم ولا تُفطر؟ أن تصلي ولا تفتر» فقال: يا رسول الله، أنا أضعف من أن أستطيع ذلك! ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:


الشرح