×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

فأهل السنة - ولله الحمد - وسط بين هذين المذهبين، فلا يَسْلُبون مرتكب الكبيرة الإيمان بالكلية، ولا يعطونه الإيمان بالكامل، وإنما يسمونه: مؤمنًا فاسقًا، أو: مؤمنًا ناقص الإيمان.

* وقوله صلى الله عليه وسلم: «حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ» أي: حتى تكون محبته ورغبته تابعة لما جئتُ به.

فما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أحبه، وما خالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أبغضه. هذا هو المؤمن، الذي يحب ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ويبغض ما خالفه.

* قوله صلى الله عليه وسلم: «تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ» من الشريعة والكتاب والسُّنة. فهذه علامة واضحة بين أهل الإيمان وأهل الكفر.

وهذا الحديث صححه الإمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي، صاحب التصانيف العظيمة في الإسلام، وقال «رُوِّيناه في كتاب الحُجَّة بإسناد صحيح»، وبعض العلماء يرى أنه حديث ضعيف، ولكن الحديث إذا اختلف فيه العلماء بعضهم يصححه وبعضهم يضعفه، فإنه يُحتج به. إنما إذا أجمعوا على تضعيفه فهذا لا يُحتج به.

وما جاء في هذا الحديث تؤيده الأدلة من الكتاب والسُّنة، فإن المؤمن يجب أن يكن محبًّا وراغبًا فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ومبغضًا لما سواه.

قال الله عز وجل: ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [القصص: 50].


الشرح