قوله:
وقال الشَّعْبي: «كان بين رجل من المنافقين، ورجل من اليهود خصومة، فقال اليهودي:
نتحاكم إلى محمد!! لأنه عَرَف أنه لا يأخذ الرِّشوة. وقال المنافق: نتحاكم إلى
اليهود!! لعِلْمه أنهم يأخذون الرِّشوة. فاتفقا على أن يأتيا كاهنًا في جُهَيْنة
فيتحاكما إليه».
قال:
فنزلت: ﴿أَلَمۡ
تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزۡعُمُونَ﴾ [النِّسَاء: 60]، الآية».
وقيل:
«نزلت في رجلين اختصما، فقال أحدهما: تترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم !! وقال
الآخَر: إلى كعب بن الأشرف!! ثم ترافعا إلى عمر، فذَكَر له أحدهما القصة، فقال
للذي لم يَرْضَ برسول الله صلى الله عليه وسلم: أكذلك؟ قال: نعم. فضربه بالسيف
فقتله».
في
قصة عمر وقتله المنافق الذي طلب التحاكم إلى كعب بن الأشرف - دليل على قتل مَن
أظهر الكفر والنفاق.
وكان
كعب بن الأشرف هذا شديد العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم، والأذى له، والإظهار
لعداوته، فانتقض به عهده وحل به قتله، وقصة قتله مذكورة في كتب الأحاديث ([1])، والسِّيَر
وغيرها.
**********
هذا الأثر في سبب نزول قول الله عز وجل: ﴿أَلَمۡ
تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ﴾ [النساء: 60]
الآية.
فهذا رجل من المنافقين يَدَّعي الإسلام، ورجل من اليهود لم يدخل في الإسلام، بل هو على دين اليهودية، حصل بينهما نزاع، فقال
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4037) ومسلم رقم (1801).