×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 اليهودي: نتحاكم إلى مُحَكِّم؛ لأنه يعلم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم لا يأخذ الرِّشوة، وإنما يحكم بالحق. وقال المنافق الذي يَدَِّعِي الإسلام: نتحاكم إلى اليهود! لعِلْمه أنهم يأخذون الرِّشوة، وهو لا يريد الحكم بالحق. فأنزل الله هذه الآية.

فهذا المنافق طَلَب التحاكم إلى كاهن من كهان اليهود. والكاهن: هو الذي يدعي علم الغيب. وكانوا يتحاكمون إليهم في الجاهلية، فأنزل الله عز وجل قوله: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزۡعُمُونَ الآية، فسَمَّى الكاهن طاغوتًا.

وكل مَن حَكَم بغير ما أنزل الله فهو طاغوت، سواء كان كاهنًا أو غير كاهن، أو كما يسمونه في الوقت الحاضر: رجل القانون. فإذا حَكَم بغير ما أنزل الله فهو طاغوت.

وقيل: إن المنافق طَلَب أن يتحاكم إلى كعب بن الأشرف، وهو الخَصم الألد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي شاق الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم المشاقة، فعلى هذه الرواية يكون كعب بن الأشرف طاغوتًا؛ لأنه يَحكم بغير ما أنزل الله.

قال: «ثم ترافعا إلى عمر» استقر رأيهما على أن يترافعا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وهذا كله مراوغة لأجل ألا يتحاكما إلى ما أنزل الله.

فلما ذهبا إلى عمر رضي الله عنه، وعَلِم أن هذا الشخص لا يريد التحاكم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يُصَدِّق عمر رضي الله عنه على قول الخَصْم، بل استنطق المتهم، وقال له: «أكذلك؟» يعني: هل هذا الذي يقوله صحيح، أنك


الشرح