يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى
ٱلطَّٰغُوتِ وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن يَكۡفُرُواْ بِهِۦۖ﴾ [النساء: 60]،
لأن الكفر بالطاغوت ركن التوحيد؛ كما في آية البقرة، فإذا لم يحصل هذا الركن لم
يكن قد نفى ما نفته «لا إله إلا الله».
قوله:
﴿وَيُرِيدُ
ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُضِلَّهُمۡ ضَلَٰلَۢا بَعِيدٗا﴾ [النساء: 60]، أي
بعيدًا عن الهدى.
·
ففي هذه الآية أربعة أمور:
الأول:
أنه من إرادة الشيطان.
الثاني:
أنه ضلال.
الثالث:
تأكيده بالمصدر.
الرابع:
وصفه بالبعد عن سبيل الحق والهدى.
فسبحان
الله! ما أعظمَ القرآنَ، وما أنفعَه لمن تدبره، وما أَبلغَه وما أَدلَّه على أنه
كلام رب العالمين! أوحاه إلى رسوله الكريم، وبَلَّغه عبدُه الصادق الأمين، صلوات
الله وسلامه عليه.
قوله:
﴿وَإِذَا
قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ
رَأَيۡتَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودٗا﴾ [النساء: 61]،
فإن المنافق يَكره الحق وأهله، ويهوى ما يخالفه من الباطل، وهذه حال أهل النفاق.