×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قال: قلت: يا أمير المؤمنين، إنما هو أمر الله ودينه، مَن حَفِظه ساد، ومَن ضيعه سقط» ([1]).

قوله: «ما فَرَقُ هؤلاء؟»: يَستفهم من أصحابه، يشير إلى أناس ممن يحضرون مجلسه، فإذا سمعوا شيئًا من محكم القرآن حصل منهم فَرَقٌ، أي: خوف. فإذا سمعوا شيئًا من أحاديث الصفات انتفضوا كالمنكرين للمعنى. ولا يتم الإيمان إلا بقَبول اللفظ بمعناه الذي دل عليه ظاهرًا. فإن لم يقبل معناه أو رده أو شك فيه، لم يكن مؤمنًا به، فيكون هلاكًا.

وقد ظهر من البدع في زمن ابن عباس بدعة القدرية؛ كما في صحيح مسلم وغيره ([2]).

فقُتِل من دعاتهم غَيْلان، قَتَله هشام بن عبد الملك لما أصر على قوله بنفي القَدَر.

ثم بعد ذلك أظهر الجعد بن درهم بدعة الجهمية، فقُتِل، قَتَله خالد بن عبد الله القَسْري يوم الأضحى، بعد صلاة العيد.

قال الذهبي: حدثنا وكيع عن إسرائيل بحديث: «إذا جلس الرب على الكرسي»، فاقشعر رجل عند وكيع، فغضب وكيع، وقال: «أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها». أخرجه عبد الله في الرد على الجهمية ([3]).


الشرح

([1])  أخرجه: الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص:198).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (8).

([3])  أخرجه: عبد الله أحمد في السنة (1/ 301).