×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

والواقع من أهل البدع وتحريفهم لمعنى الآيات يبين معنى قول ابن عباس.

وسبب هذه البدع جهل أهلها وقصورهم في الفهم، وعدم أخذ العلوم الشرعية على وجهها، وتلقيها من أهلها العارفين لمعناها، الذين وفقهم الله تعالى لمعرفة المراد، والتوفيق بين النصوص والقطع بأن بعضها لا يخالف بعضًا، ورَدِّ المتشابه إلى المحكم. وهذه طريقة أهل السُّنة والجماعة في كل زمان ومكان، فلله الحمد لا نحصي ثناءً عليه.

**********

 هذا الحديث رواه عبد الرزاق بن هَمَّام الصنعاني - الإمام الجليل من شيوخ الإمام أحمد وغيره من العلماء - عن عبد الله بن طاوس الكَيْساني، اليماني أيضًا، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يُحَدَِّث الناس ويُدَرِّس بما أعطاه الله من العلم؛ لأنه حبر الأمة وترجمان القرآن، فكان يفيض من علمه وفقهه على الناس في مجالسه ودروسه رضي الله عنه بما مَنََّ الله عليه به من العلم الغزير.

فذَكَر حديثًا في صفات الله عز وجل، فانتفض رجل عنده لما سمع الحديث؛ لأنه من الذين ينكرون الأسماء والصفات، استنكر الحديث وأخذته رِعدة من شدة الاستنكار والاستغراب؛ لأنه من الذين يُكذِّبون بأسماء الله وصفاته.

فأنكر عليه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فقال: «ما فَرَقُ هؤلاء؟!» الفَرَق: الخوف. وهذا استفهام إنكار، أي: ما هو السبب الذي يصيب هؤلاء عندما يسمعون نصوص القرآن والسُّنة؟!


الشرح