فدل هذا على أن نصوص الأسماء والصفات ليست من المتشابه، وإنما هي من المحكم
الواضح البَيِّن معناه، الذي لا يحتاج إلى تأويل، بل يُفسِّر نفسه ويوضح نفسه.
وقد ذَكَر الشيخ أثر ابن عباس رضي الله عنهما بعد أثر علي رضي الله عنه؛ ليبين أنه ليس
مقصود علي رضي الله عنه بقوله: «حَدِّثُوا
النَّاسَ، بِمَا يَعْرِفُونَ» أنكم لا تحدثونهم بآيات الأسماء والصفات؛ لأن
آيات الأسماء والصفات معروفة واضحة في القرآن وفي السُّنة، وليست هي من المتشابه
الذي نهى علي رضي الله عنه عن التحديث به؛ لأن ابن عباس رضي الله عنهما حَدَّث به
وأنكر على مَن توقف عنده.
والله عز وجل أَمَرنا بتدبر القرآن، والقرآن كثيرًا ما يشتمل على الأسماء
والصفات، فليست من المتشابه وإنما هي من المحكم الواضح. «الرحمن» معناه واضح: ذو الرحمة، و «العليم» معناه واضح: ذو العلم، و «السميع»: له سمع، و «البصير»:
له بصر، و «الحي»: له حياة، و «القدير»: له قدرة، و «الحكيم»: له حكمة.
فنصوص الأسماء والصفات واضحة المعنى، وهي من المحكم الذي يُعْرَف معناه.
وكل اسم من أسماء الله يُشتق منه صفة من الصفات، وليست أسماء الله أعلامًا
محضة ليس لها معانٍ، كما تقوله المعتزلة، بل أسماء الله لها معانٍ، كل اسم منها
يدل على صفة؛ ولذلك صارت حُسْنَى. أما مجرد الألفاظ التي ليست لها معانٍ فليست
حُسْنَى.