وهذه هي الطريقة الصحيحة التي أثنى الله عليها، ووَصَف أهلها بأنهم راسخون
في العلم ثابتون.
أما أهل الزيغ والضلال فيصفهم ابن عباس بقوله: «يجدون رقة عند محكمه» يعني: خوفًا واستنكارًا، «ويَهلِكون عند متشابهه» فيأخذون المتشابه ويفرحون به، ويقطعونه عما
يفسره من النصوص الأخرى، فيَهلِكون، قال عز وجل:
﴿وَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ
بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [البقرة: 27]، ومما
أَمَر الله به أن يوصل: رَدُّ المتشابه إلى المحكم. ومِن ذلك أيضًا: صلة الأرحام
والأقارب، فهم يقطعون ما أَمَر الله به أن يوصل، فيأخذون المتشابه ويتركون المحكم.
هذه طريقة أهل الزيغ.
وجاء في الحديث: «إذا رأيتم الذين
يتبعون المتشابه ويتركون المحكم، فأولئك الذين سَمَّى الله في كتابه، فاحذروهم»
([1]).
فهؤلاء الذين يتركون المحكمات الواضحات، ويتبعون المتشابه - هم أهل الزيغ
والضلال، الذين سماهم الله عز وجل في كتابه بقوله: ﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ
وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ﴾.
فهذا الرجل الذي كان عند ابن عباس رضي الله عنهما من هؤلاء، ينكر المحكم ويفرح بالمتشابه، ثم يَهلِك بسبب المتشابه؛ لأنه يَضل -والعياذ بالله- ويزيغ عن الحق.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4547)، ومسلم رقم (2665).