يُؤولِّونها بغير معناها؛
لأنهم لا يؤمنون بمعناها، فيلتمسون لها معنى آخر، هذا ما يُسمَّى بالتأويل.
ويقولون: إن طريقة السلف أَسْلَم، وطريقة الخَلَف أَعْلَم وأَحْكَم!!.
طريقة الخَلَف عندهم أعلم؛ لأن السلف - بزعمهم - لم يتعرضوا لتفسيرها
فسَلِموا. وأما الخَلَف فإنهم فسروها وأَوَّلوها، فصاروا أعلم من السلف بذلك!! هذا
ما يقولونه.
فابن عباس رضي الله عنهما أنكر على هذا الرجل وأضرابه الذين يستنكرون
أحاديث الأسماء والصفات، ويخافون وينتفضون عند ذكرها، ويَهلِكون عند المتشابه.
والله عز وجل يقول: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ
أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ
وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ﴾.
ثم ذَكَر عز وجل انقسام الناس عند المحكم والمتشابه:
فأهل الزيغ أخذوا المتشابه فقط: ﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ
وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ﴾، ﴿وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ
يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ
أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [آل عمران: 7]، فأهل العلم الراسخون في العلم يَرُدون
المتشابه إلى المحكم، ويفسرون المتشابه بالمحكم؛ لأنه كلام الله، ويقولون: ﴿كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ﴾ فيفسرون كلام الله
بعضه ببعض، وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم بعضه ببعض؛ لأن كلام الله لا يتناقض،
وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتناقض، بل يُصَدِّق بعضه بعضًا ويُفسِّر بعضه
بعضًا.