باب قول: ما شاء الله وشئتَ
**********
قوله:
باب قول: ما شاء الله وشئت عن قُتَيْلة: أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى
الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنَّكُمْ تُنَدِّدُونَ، وَإِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ
تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ، وَتَقُولُونَ: وَالْكَعْبَةِ،
«فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا
أَنْ يَقُولُوا: وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَيَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ
شِئْتَ» ([1]). رواه النَّسَائي
وصححه
قوله:
قُتَيْلة بمثناة: بنت صَيْفي الأنصارية، صحابية مهاجرة، لها حديث في سنن
النَّسَائي، وهو المذكور في الباب، ورواه عنها عبد الله بن يسار الجُعْفَي.
وفيه
قَبول الحق ممن جاء به. وفيه بيان النهي عن الحلف بالكعبة وغيرها، مع أنها بيت
الله التي حَجُّها وقَصْدها بالحج والعمرة فريضة.
وأنت
ترى ما وقع مما يخالف ذلك من الحلف بالكعبة ودعائها، وكذا مقام إبراهيم، وقَلَّ
مَن يَسْلَم من هذا ممن يحج من أهل الآفاق وأهل مكة، كما كان يُفعل بغيرها.
والكعبة
عَظَّمها الله بأن جعل حجها ركنًا على مَن استطاع، وشَرَع العبادة عندها، وخصها
بالفضل.
فالمشروع إنما هو الطوف بها والصلاة إليها، لا الحلف بها ونحوه من الشرك في العبادة، ﴿فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ﴾ [البقرة: 59].
الصفحة 1 / 427