قوله: «قال سفيان»: هو سفيان بن
عيينة، الإمام المُحَدِّث الجليل، ««مِثْلُ
شَاهَانْ شَاهْ»» وهي تعني عند العجم: «مَلِك
الملوك».
ومقصود سفيان رحمه الله بهذا أن يبين أن هذا اللقب ممنوع في جميع اللغات،
سواء بالعربية أو بالأعجمية؛ لأن المعنى واحد.
قوله: «وفي رواية: «أَغْيَظُ»»: هذا
أَفْعَل تفضيل. والغيظ: شدة الغضب.
وصفات الغيظ والغضب والكراهة والبغض في حق الله - تَثبت كما جاءت، ولا
تُؤَوَّل مثل ما يفعل المؤولة، إنما يقال: هذا غيظ يليق بالله، وغضب يليق بالله،
وكراهة تليق بالله، وليس كغضب المخلوق، ولا كغيظ المخلوق، ولا مثل كراهة المخلوق؛
إنما هي صفات كسائر صفاته سبحانه خاصة به، وإن كان يوجد لفظها في المخلوقين إلا أن
هذا خاص بالمخلوقين.
فالرب له صفات تناسبه، والمخلوق له صفات تناسبه، وإن اشتركت في اللفظ
والمعنى، لكنها لا تشترك في الحقيقة والكنه والكيفية. وهذه قاعدة معروفة في
الأسماء والصفات.
**********
الصفحة 6 / 427