قوله:
قال ابن حزم: هو عالم الأندلس، أبو محمد علي بن أحمد بن سعد، ابن حزم، القرطبي الظاهري،
صاحب التصانيف، تُوفي سنة ست وخمسين وأربعمِائة، وله اثنتان وسبعون سنة.
قوله:
«اتفقوا على تحريم كل اسم مُعَبِّد لغير الله؛ كعبد عمرو وعبد الكعبة... وما أشبه
ذلك، حاشا عبد المطلب»: قلت: وعبد المطلب هذا جَد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وهو ابن هاشم بن عبد مناف ابن قُصَي بن كِلاب بن مُرَّة بن كعب بن لُؤَي بن غالب
بن فِهْر بن مالك بن النضر بن كِنَانة بن خُزَيْمة بن مُدْرِكة بن إلياس بن مُضَر
بن نِزَار بن مَعَدِّ بن عدنان. وما فوق عدنان مختلف فيه، ولا ريب أنهم من ذرية
إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام. حكى رحمه الله اتفاق العلماء على تحريم
كل ما عُبِّد لغير الله؛ لأنه شرك في الربوبية والإلهية؛ لأن الخلق كلهم مِلْك لله
وعبيد له، استعبدهم لعبادته وحده، وتوحيده في ربوبيته وإلهيته، فمنهم مَن عَبَد
الله وحده في ربوبيته وإلهيته، ومنهم مَن أشرك به في إلهيته وأقر له بربوبيته
وأسمائه وصفاته، وأحكامُه القدرية جارية عليهم ولا بد، كما قال الله عز وجل: ﴿إِن
كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا﴾ [مريم: 93]. فهذه
العبودية العامة. وأما العبودية الخاصة فإنها تختص بأهل الإخلاص والطاعة، كما قال
عز وجل: ﴿أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ
عَبۡدَهُۥۖ﴾ [الزمر: 36]، ونحوها.
قوله:
«حاشا عبد المطلب»: هذا استثناء من العموم؛ لأنه ليس المقصود منه عبودية الرِّق،
وإنما هو اسم عَلِق به لما أَتَى به عمه المطلب من عند أخواله بني النجار من
المدينة وهو صبي، فرأته قريش حين جاء به وقد تغير لونه من السفر، فقالوا: