«عبد المطلب»، ثم تبين لهم أنه ابن أخيه هاشم، فصارت العبودية في
هذا الاسم لا حقيقة لها ولا قصد، لكن غلب عليه، فصار لا يُسمَّى إلا به، وإلا
فاسمه في الأصل: شَيْبة.
وقد
صار عبد المطلب مُعَظَّمًا في قريش والعرب، فهو سيد قريش وأشرفهم في جاهليته، وهو
الذي حفر زمزم، وما جرى له في حفرها مذكور في السِّيَر وكُتُب الحديث، وصارت
السقاية له وفي ذريته.
قال
شيخنا في معنى قوله: ﴿فَلَمَّآ ءَاتَىٰهُمَا
صَٰلِحٗا جَعَلَا لَهُۥ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَىٰهُمَاۚ﴾: إن هذا الشرك
بمجرد تسميته، لم يقصدا حقيقته التي أرادها إبليس. وهذا يزيل الإشكال، وهذا معنى
قول قتادة: شركاء في طاعته، ولم يكن في عبادته.
**********
هذه هي النتيجة: فاز الأعمى برضا الله تعالى لما تذكر نعمة الله عليه
ونَسب الفضل إلى أهله. وخَسِر الأبرص والأقرع بسبب إنكارهما لفضل الله عليهما.
وهذا عام في كل مَن كَفَر نعمة الله، ومَن شكر نعمة الله عز وجل.
هذا في قصة آدم وحواء عليهما السلام في آخر سورة الأعراف، قال عز وجل: ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن
نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَجَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا لِيَسۡكُنَ إِلَيۡهَاۖ﴾ [الأعراف:189] خلق
آدم من طين، من حمأٍ مسنون، والمعنى واحد، أصله التراب، ثم صار طينًا، ثم صار حمأ
مسنونًا، ثم خَلَق الله منه آدم بقدرته سبحانه وتعالى، أوجده من عدم، من غير أب
ولا أم.
ثم خَلَق الله حواء من آدم، من ضِلْعِهِ الأيسر. وهذا من عجائب قدرة الله
سبحانه وتعالى.
والحكمة في ذلك: ﴿لِيَسۡكُنَ
إِلَيۡهَاۖ﴾، ليسكن الزوج إلى زوجه، فتحصل الطُّمأنينة والراحة. أما
الرجل الذي لا زوجة له، فإنه لا يحصل له سكن نفسي ورُوحي. وكذلك المرأة التي لا
زوج لها، لا يحصل لها السكون النفسي والراحة. إنما يحصل هذا بين الزوجين.