×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

وهو من أعظم مقاصد الزواج، قال عز وجل: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ [الروم: 21].

قال: ﴿فَلَمَّا تَغَشَّىٰهَا يعني: وَطِئها كما يَفعل الزوج مع زوجته. وقضاء الشهوة وطلب الولد أحد مقاصد الزواج العظيمة الكثيرة. فلما وَطِئها ﴿حَمَلَتۡ أي: عَلِقت النطفة في رحمها، ﴿حَمۡلًا خَفِيفٗا وهذا في أول أطوار الحمل، لا تشعر المرأة بالحمل في أوله، فتمشي وتذهب وتجيء، ولا تشعر به.

﴿فَلَمَّآ أَثۡقَلَت هذا في الطور الرابع لما نُفخت فيه الروح أثقلت بالحمل، وهذه عادة النساء، ﴿دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا آدم وحواء ﴿لَئِنۡ ءَاتَيۡتَنَا صَٰلِحٗا أي: مولودًا سويًّا. لأنهما لم يكن يعيش لهما ولد، كلما حملت وُلِد الولد ميتًا، فطَلَبا من الله عز وجل أن يرزقهما ولدًا سويًّا يعيش ويبقى. وفي هذا الرجوعُ إلى الله في طلب الحاجات، ﴿لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ تَعَهَّدا بذلك لله عز وجل. وفي هذا شكر النعمة، وأن الولد السوي الخِلْقة من نعم الله عز وجل.

قال: ﴿فَلَمَّآ ءَاتَىٰهُمَا صَٰلِحٗا أي: أجاب دعاءهما، ورَزَقهما مولودًا سويًّا، وسَلِم من الموت عند الولادة، ﴿جَعَلَا لَهُۥ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَىٰهُمَاۚ َ ما تفسير هذا؟

قوله: ﴿جَعَلَا لَهُۥ أي: آدم وحواء ﴿جَعَلَا لَهُۥ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَىٰهُمَاۚ ما قال: شركاء مطلقًا، بل قال: ﴿فِيمَآ ءَاتَىٰهُمَاۚ يعني: في هذا المولود. وإلا فحاشى وكَلاَّ على الأنبياء الشرك الأكبر، إنما هو شرك جزئي فيما آتاهما.


الشرح