ولهذا قال الإمام ابن حزم رحمه الله: «اتفقوا» يعني: العلماء «على
تحريم كل اسم مُعَبَّد لغير الله؛ كعبد عمرو وعبد الكعبة... وما أشبه ذلك، حاشا
عبد المطلب»، أي: استثنَوْا «عبد
المطلب»، وهو جَد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم
قال: «أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ، أَنَا
ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ» ([1])، وذلك في غزوة
حُنَيْن. فدل على أن عبد المطلب لا يدخل في هذا.
ولكن الواقع أن «عبد المطلب»
ليس من التعبيد المحذور، وإنما «عبد
المطلب» له قصة، فاسمه: شيبة بن هاشم بن عبد مَنَاف. لكنه كان في زيارة
لأخواله بني النَّجَّار في المدينة، فذهب إليه عمه المطلب بن عبد مَنَاف، وجاء به
من المدينة وهو صغير، فتغير لونه إلى السواد بسبب السفر، فلما رأته قريش قالوا:
هذا «عبد المطلب»، يعني ظنوه مملوكًا
له؛ لأن العبيد في الغالب يكونون من ذوي البَشَرة السوداء، ثم تبين لهم بعد ذلك
أنه ابن أخيه هاشم، فمضى يقال له: «عبد
المطلب»، من باب التلقيب لا من باب التسمية.
قوله: «وله بسند صحيح عن قتادة، قال: شركاء في طاعته، ولم يكن في عبادته» هذا تفسير لقوله عز وجل: ﴿جَعَلَا لَهُۥ شُرَكَآءَ﴾؛ يعني: شركاء في الطاعة، وليس في العبادة، فمَن أطاع مخلوقًا في معصية الله فقد أشرك الشرك الأصغر.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2864)، ومسلم رقم (1776).