هذا المتنبي يمدح مَلِكًا من الملوك، فيَذكر أن الناس على شكلين: صغير
تَعْظُم عنده الصغائر، وعظيم تَصْغُر عنده العظائم.
«والله سبحانه أحق بكل مدحة
وثناء» فآخِر البيت أليق بالله عز وجل من المخلوق، فهو سبحانه الذي تَصْغُر عنده
العظائم.
ويقول الآخَر:
تراه إذا ما جئتَه مُتهلِّلاً **** كأنك تعطيه الذي أنت
سائلهْ
هذا أيضًا مدح للمخلوق، وهو أليق بالله عز وجل؛ لأنه سبحانه كريم لا يَغيضه
شيء مما عنده.
فكل كمال ثَبَت للمخلوق لا يَستلزم نقصًا، فإن الله عز وجل أحق به، ولله
المثل الأعلى.
**********
الصفحة 6 / 427