المهم أن لا تترك الصنيعة بدون مكافأة، إما بمثلها أو أحسن منها، وأقل شيء
أن تدعو لصانع المعروف.
ولا يليق بالمسلم أن يُصْنَع إليه المعروف، ولا يُكافِئ عليه بمثله ولا
بدعاء ولا بثناء ولا بشيء؛ لأن هذا ليس من صفات المسلم.
قوله: «فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا
تُكَافِئُوهُ» كذا ورد في الرواية. والأصل: «مَا تُكَافِئُونَهُ»؛ لأنه فعل مضارع تجرد عن الجازم والناصب، فيُرفع
بثبوت النون، ولكن سقطت النون، ولا يُدْرَى هل هي من الناسخ؟ فيكون هذا من باب
اللحن، أو سقطت للتخفيف. على كل حال الأصل: «تكافئونه»،
وقد جاءت بعض الروايات بثبوت النون على الأصل.
قال: «فَادْعُوا لَهُ حَتَّى
تَرَوْا» تُروا بضم التاء، أي: تظنوا، وبالفتح: تَروا، أي: حتى تعلموا «أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ»، فدل
على أن المحسن يُكافأ على إحسانه، إما بالقول أو بالفعل.
فهذا الحديث حديث عظيم، فيه هذه الفضائل، وهي من مكارم الأخلاق ومن فضائل
الإسلام بين المسلمين وغيرهم.
والشاهد منه قوله صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ»، وهذا مطابق لما ترجم به
المصنف رحمه الله: «لا يُرَد مَن سأل
بالله».
**********
الصفحة 7 / 427