قَالَ: «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ،
وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا
عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ»
([1]).
المسألة الرابعة: «وَمَنْ
صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا»، أي: أسدى إليكم معروفًا، وصَنَع لكم جميلاً، «فَكَافِئُوهُ»، يعني: ردوا عليه معروفه،
فاصنعوا له معروفًا يماثل ما صَنَع لكم مكافأةً له؛ لقوله عز وجل: ﴿هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ
إِلَّا ٱلۡإِحۡسَٰنُ﴾ [الرحمن: 60]، حتى الكافر، إذا صَنَع معروفًا للمسلم
فإنه يكافئه؛ لقوله عز وجل: ﴿لَّا
يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ
يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ
ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]، هذا في الكافر، فكيف بالمسلم إذا صنع لك
معروفًا؟!
فالواجب إذا صَنَع لك المسلم معروفًا أن تكافئه، ولا تجحد معروفه ولا تنكر
فضله أو تتركه بدون مكافأة؛ لأن هذا من اللؤم، ولا يليق هذا بصفات المسلم.
قال: «فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ»، أي: عجزتم عن مكافأته، «فَادْعُوا لَهُ»، فهناك شيء لا يَعجز عنه أحد وهو الدعاء، بأن تدعو له بالخير، والدعاء مقامه عظيم، قد يستجاب دعاؤك له فيكون أنفع له مما لو كافأتَه بعَرَض دنيوي. لكن لا يكفي الدعاء لمن عنده استطاعة، إنما هو عوض عن الاستطاعة. وفي الحديث: «مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ» ([2]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2162).