فالرسول صلى الله عليه وسلم تأسف وقال: «لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ...»، فأتى بكلمة «لو»، وفي حديث الباب ينهى عن قوله:
«لو».
فما الجواب عن ذلك؟
نقول: هذا ليس من باب الاعتراض على القضاء والقدر، وإنما هذا من باب بيان
الأفضل، يقول: لو أني عملتُ فضل التمتع لَمَا سقتُ الهَدْي الذي يمنعني من التمتع؛
لأن أفضل الأنساك التمتع. فهذا من باب بيان الأفضل والتأسف على فوات فعل الخير.
فالإنسان يلوم نفسه إذا فاتته الطاعة، أو فاته الخير، أو فاته قيام الليل،
أو فاته الجهاد في سبيل الله، يلوم نفسه على ترك الخير. ولا يترك الطاعة والعبادة
ويقول: هذا قضاء الله وقدره! بل يلوم نفسه على أنها قصرت في جانب الله، وأنها
وأنها... هذا محمود من المسلم.
ففَرْق بين التسخط على قضاء الله وقدره، وبين التأسف على فوات فعل الخير.
**********
الصفحة 11 / 427