والإحسان، قال: «الإِيمَانُ أَنْ
تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ
الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1]).
فيجب على العبد أن يؤمن بأن ما يحدث في هذا الكون من خير أو شر، ومن محبوب
أو مكروه - أنه كله بقضاء الله وقدره. وأن المصائب والأمراض والفقر وتَسَلُّط
الأعداء كله بقضاء الله وقدره؛ لحكمة منه سبحانه وتعالى.
فيؤمن المسلم بأن ما أصابه من مكروه إنما كان بقضاء الله وقدره، وأنه لابد
أن يقع، ولا يتحسر ويتلوم ويقول: «لو أني
فعلتُ كذا ما حصل كذا !!».
فعند المصائب والمكاره لا يجوز الإتيان بـ «لو»، بل يجب أن يؤمن
بالقضاء والقدر، ولا يَدري ما الذي فيه الخِيَرة، لعل الخِيَرة فيما أصابه،
قال عز وجل: ﴿كُتِبَ عَلَيۡكُمُ
ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡٔٗا وَهُوَ
خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡٔٗا وَهُوَ شَرّٞ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ
يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 216].
فالواجب الرضا بقضاء الله وقدره، و «لو» هذه لا تخلصك من القضاء والقدر ولو فعلتَ ما فعلتَ؛ لأن قضاء
الله لا يدفعه أفعالك ولا تصرفاتك.
فدل هذا على أن قول «لو» في باب اللوم للقضاء والقدر - فيه تنقص للتوحيد، وفيه عدم - أو: ضعف - إيمان بالقضاء والقدر، وذلك مما ينافي التوحيد أو يَنقص التوحيد.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (50)، ومسلم رقم (8).